آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

سياسيون ومثقفون: الزنداني علم من أعلام الأمة وله أثر كبير في مسيرة العمل الإسلامي

الثلاثاء 23 إبريل-نيسان 2024 الساعة 07 مساءً / سهيل نت

عبرت قيادات وطنية وسياسية وأكاديميون، عن التعازي في رحيل الفقيد الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، مشيدين بإسهاماته الكبيرة الوطنية والدعوية خدمة لبلده وأمته، مشيرين إلى أن اليمن والأمة الإسلامية خسرت عالما جليلا مجددا، وشخصية وطنية كان لها حضور بارز ونضال مشهود لعقود من الزمن.

الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، قال إن الفقيد كان أحد مشايخ اليمن والأمة العربية والاسلامية الكبار، الذين أثروا بعلمهم ونشاطهم الروحي والسياسي في الحياة اليمنية خاصة في العقود الأخيرة.

وأضاف أن الشيخ الزنداني، ترك بصمة واضحة في الحياة اليمنية من خلال جامعة الإيمان التي أسّسها في صنعاء، أو من خلال نشاط ومواقف حزب الإصلاح الذي كان من مؤسسيه وقياداته البارزين سواء في السلطة أو المعارضة.

وتابع: "تعرّفت إليه في عدن وصنعاء، وجرت أحاديث مهمة معه حول الحاضر والمستقبل آنذاك، وفي بداية عام 1994 كان الفقيد عضواً في مجلس الرئاسة، وأتذكر أن الرئيس علي عبدالله صالح، حدثني في عمان عندما جاء لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق مع نائبه علي سالم البيض، ومعظم الأحزاب والشخصيات اليمنية وقال إننا كلفنا الشيخ عبدالمجيد الزنداني، بقيادة الدولة أثناء غيابنا إلى عمان لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق".

من جانبه، أشار الفريق أول ركن علي محسن صالح الأحمر، نائب رئيس الجمهورية السابق، إلى المواقف الدعوية والوطنية والسياسية القديرة للشيخ الزنداني، مشيدا بأدواره في مختلف المحطات والمراحل التي مرت بها بلادنا، بدءاً من مواقفه إلى جانب الثورة اليمنية المجيدة ومرافقته لأحرارها الأوائل الزبيري والنعمان رحمهما الله، ومروراً بمواقفه الدائمة في ترسيخ قيم الجمهورية والثورة، ومناصبه المختلفة التي تقلدها وكان أبرزها عضويته في مجلس الرئاسة والتي جسد خلالها موقفاً ثابتاً إلى جانب المكتسبات الوطنية الغالية.

وأضاف الفريق محسن: "كما أن بصمات الفقيد التربوية والدينية في بناء جيل وسطي معتدل يتحلى بالقيم الإسلامية السمحة، امتدت لتشمل الأمة العربية والإسلامية بأسرها، من خلال تأسيسه ورئاسته لجامعة الإيمان التي كانت منارة للعلم والعلماء، ونموذجاً في التربية والبناء الواعي، قبل أن تستهدفها الإمامة وأدواتها الإرهابية المتطرفة".

من جهته، قال الشيخ حمير الأحمر، إن الشيخ عبدالمجيد الزنداني، كان علماً من أعلام اليمن والأمة الإسلامية، وكان له حضور داخليا وخارجياً، عبر تقلده عددا من المناصب أبرزها عضويته في مجلس الرئاسة عقب قيام الوحدة اليمنية، ومشاركته في تأسيس العمل السياسي والحزبي في اليمن، وترأسه لهيئة علماء اليمن، بالإضافة إلى تأسيس ورئاسة جامعة الإيمان.

وأشاد الشيخ حمير الأحمر، بالأدوار النضالية للفقيد الشيخ الزنداني، التي بدأها في النضال الجمهوري إلى جوار قادة ثوار 26 سبتمبر وفي مقدمتهم رفيقه الشهيد الزبيري، والوالد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر.

فيما أكد عضو مجلس النواب علي عشال، أن الشيخ الزنداني علمٌ من أعلام الأمة الذين أفنوا حياتهم في العمل والدعوة والتربية، عالم جليل صاحب حضور مهيب ومتميز كان له أثر كبير في مسيرة العمل الإسلامي.

أما وزير الشباب والرياضة نايف البكري، فقال: "لقد كان الشيخ مصباحًا يهتدي به الطالبون، ومنارةً تستنير بها الأرواح الباحثة عن الحقيقة، لم يكن مجرد عالمٍ ينقل العلم، بل كان داعيةً يحيا به، ينشره في كل زاويةٍ ومكان".

وتابع: "رحل عنا منارة علمٍ ودعوةٍ شامخة، أسهمت في نشر نور الإسلام ونصرة دينه الحنيف في أصقاع الدنيا، تاركاً وراءه فراغاً عظيماً لن يملأه أحد، كان الشيخ الزنداني، رحمه الله، بحرًا من العلم والحكمة، يجمع بين الزهد والورع والتواضع والرحمة، ومثالا حيا للعالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل".

وقال البكري: "فكان علمه مشكاةً تنير الدروب، وعمله صدقةً جارية، وما جامعة الإيمان، التي أسسها في قلب اليمن إلا مثال، حيث تُعدّ شاهدًا على إرثه العظيم، ومَعْلمًا أخرج أجيالاً من العلماء والدعاة، الذين حملوا راية الإسلام ونشروا نوره في مشارق الأرض ومغاربها".

مؤكدا أنه من خلال الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، ومؤلفاته القيمة، ترك الشيخ الزنداني بصمةً لا تُمحى في تاريخ الفكر الإسلامي، مُثريًا المكتبة الإسلامية بكنوز من العلم والمعرفة أضافت للمكتبة الإسلامية الكثير في مختلف مجالات العلوم الشرعية والفكر الاسلامي، مضيفا: "كان صوته الداعي إلى السلام والتسامح صدىً يتردد في الأرواح، داعيًا إلى الوحدة والتآخي، ومُحاربًا للتطرف والغلو، في زمنٍ احتاج فيه العالم إلى الحكمة والمودة وتفشّت فيه الفتن والضغائن".

- شخصية دينية فريدة وعالمية

سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، قال إنه اجتمع للشيخ الزنداني مؤيدون كثيرون، وخاصمه كثيرون، لكنه كان رقماً في كل حالاته، مضيفا: "اجتهد وأصاب وأخطأ، كغيره من شخصيات جيله، ولكن العمل والمثابرة كانت دأبه طيلة المشوار".

فيما قال أستاذ أصول الفقه الدكتور فضل مراد، إن الشيخ الزنداني، أحد أعلام الإسلام الكبار في هذا العصر ومن مؤسسي الاتحاد العالمي للعلماء وحامل لواء التوحيد والإيمان دهره وعمره ومؤسس جامعة الإيمان التي خرجت آلاف العلماء في الأرض، وقد وافته المنية مخرجا من دياره بعيدا عن موطنه وعموم أهله وذويه وأصحابه وطلابه.

أما الدكتور الخضر بن حليس، فقال: "رحل فارس الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، رحل الرجل الذي دوخ الإلحاد والملاحدة، رحل شيخ الإيمان، فلئن تزعم الزمخشري في القرن الخامس الهجري مادة الإعجاز البلاغي القرآني فكان رائده، فإن الشيخ الزنداني تزعم في القرن الخامس عشر الهجري مادة الأعجاز العلمي القرآني فكان قائده، مسيرة حافلة الجهاد والاجتهاد والدعوة إلى الله".

إلى ذلك، قال الباحث والكاتب زايد جابر، إن اليمن ودعت علما من أعلامها في مجال العلم والدعوة والسياسة وطوال أكثر من نصف قرن ظل اسمه حاضرا في مجالات متعددة وتجاوز تأثيره وشعبيته إلى العالم العربي والإسلامي.

في السياق، قال الباحث والكاتب مجيب الحميدي، إنه برحيل الشيخ الزنداني، خسر اليمن شخصية دينية فريدة وعالمية تميزت بتحررها من الصورة التقليدية لعلماء الدين في المؤسسات الدينية التقليدية.

موضحا أن الشيخ الزنداني استطاع في بداية مسيرته الدعوية أن يخاطب عقول وقلوب الكثير من الشباب ولا سيما في مرحلة تكريس جهوده للدلائل العلمية في القرآن الكريم التي اصطلح البعض على تسميتها بالإعجاز العلمي.

أما الكاتب ياسين التميمي، فقال: "رحل عنا العالم الرباني المجتهد وصاحب الصولات والجولات المشهودة في الذود عن العقيدة المطهرة، ومؤسس جامعة الإيمان والداعية البارز الذي لا يشق له غبار، السياسي والقائد والرمز الوطني الكبير الشيخ عبدالمجيد الزنداني".

مضيفا: "عاش شيخنا الجليل حياة صاخبة بالأدوار المؤثرة في أمور الدين والدنيا في مجال العقيدة والشريعة وعلوم الطبيعة"، مشيرا إلى أن إسهامات الشيخ الزنداني أثارت عليه الجوقة المستأجرة المتخادمة مع الأجندات الدولية، وتابع: "فقدُ اليمنِ والأمةِ كبيرٌ برحيل الشيخ الزنداني، وعزاؤنا أنه أدى ما كان يجب أن تؤديه قامة إنسانية وشخصية فذة كشخصية الزنداني".

إلى ذلك، قال الكاتب محمد دبوان المياحي: "يُدهشني في الزنداني، مغامرته الكبرى في خوض تجربة الحياة، محاولته الرائعة، لصهر كل التناقضات والخروج منها بنظرة موحّدة للعالم، أعرف الشخصيات الكبيرة بهذه السمة، إنّها لا تعترف بالنظرة المُجزّأة للحياة، بداخلها توق دائم للإمساك بالمنابع الأساسية لكل شيء، كان لدى الرجل نزوع لما هو كوني وخالد، شيء من روح التفلسف أو صفات الفلسفة، روح تمتاز بجُرأة عالية لاقتحام المناطق الخطرة والبوح برأيه الخاص في كل شيء".